Saturday, May 15, 2010

كوني جميلة واصمتي... صورة المرأة بالإعلام الحديث


تعد الصورة واحدة من معالم التقدم البشري وسمة من سمات القرن الواحد والعشرين، لما أصبحت تمثله من تأثير واختراق لجميع المجتمعات بالرغم من اختلاف طبيعتهم وتوجهاتهم..
لقد أصبح لهذه الصورة أكثر من رمز. ومن رموز الصورة في الإعلام الحديث، المرأة. أو بمعنى أصح وجه المرأة وجسدها. إذ أصبحت هذه الأخيرة تشكل رافدا أساسي من روافد الصورة والإعلام. تلمع وتذاع على الشاشات كسلعة يختلف ثمنها حسب السوق "عرض وطلب" لتغدو نجمة التلفزيونات، الصحف، المجلات، الإنترنيت وغيره.. مجسدة المقولة الشهيرة " كوني جميلة واصمتي".
إذ عمدت أغلب الوسائل المعتمدة على الصورة استقدام المرأة الجميلة، غير مبالين بموهبتها أو قيمتها كإنسان يمثل نصف المجتمع. فالقيمة عندهم ليست هي الموهبة والقدرات المهنية لكن هي الربح فقط.
ولعل أكثر ما يجسد هذه الرؤية والسمعة في عالمنا العربي، التي أصبحت تلاحق المرأة بالإعلام اعتماد أحد المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة، في إطار حملته الانتخابية على إعلان تحتله صورة امرأة جميلة كتب بجانبها عبارة " كوني جميلة وصوتي".
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن تعامل المرأة مع هذه الظاهرة يختلف بين امرأة وأخرى، فهناك من تنصاع للوضع، فتجعل من الإعلام مجرد قنطرة لما هو أكبر وأخطر. في حين نجد غيرهن من النساء وبالرغم من جمالهن إلا أنهن يرفضن التعامل معهن كأشياء جميلة لكنها جامدة. وبالتالي يحاولن أن يفرضن وجودهن كنوع بشري، وهذا ما دفع بإدماج مقاربة النوع ضمن المشاريع التنموية بالمغرب على غرار الدول المتقدمة. فالمرأة ليست مجرد صورة تتقادم مع توالي الزمن ولا تبقى منها إلا الذكريات.
وبالتالي فمقاربة النوع هي محاولة لمحو تلك الصورة النمطية التي تلاحق هذا الجنس البشري.

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More